أخبار عامة

جاء في مقال لصحيفة “ليباراسيون” يوم الإثنين الموافق للخامس من آب/أغسطس، قدّم رئ…

جاء في مقال لصحيفة “ليباراسيون”

يوم الإثنين الموافق للخامس من آب/أغسطس، قدّم رئيس الدولة قيس سعيّد رسميا ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر انعقادها في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر. انتُخِب أستاذ القانون الدستوري السابق عام 2019 لرئاسة البلاد التي شهدت ميلاد الربيع العربي، وتحول نحو الاستبداد من خلال منح نفسه صلاحيات كاملة وقمع كل معارضة.

قيس سعيّد “اللغز”. هذا هو اللقب الذي أطلِق على الرئيس التونسي خلال انتخابه لرئاسة الدولة في تشرين الأول/أكتوبر 2019، بنسبة تقارب 73 بالمئة من الأصوات. ثم وصل أستاذ الدستوري ذو المظهر الصارم وأسلوب الكلام الآلي إلى السلطة في مناخ من الحماس الشعبي. وقد تعهد رئيس الدولة الجديد، الذي كان قد أنهى للتو حملته الانتخابية من خلال التجول بين الأبواب بدون تمويل عام، بمعالجة جذور الشر في تونس ووضع حدّ للفساد الممنهج وللنخب السياسية أو “التدخلات” الأجنبية.

لكن كانت خيبة الأمل بعد مرور خمس سنوات. فقد انزلقت تونس، مهد الربيع العربي، نحو الاستبداد. في سن السادسة والستين، حوّل قيس سعيّد بلاده إلى جمهورية استبدادية وشعبوية، وتولى السلطات الكاملة وقام بتفكيك جميع مؤسسات الدولة، واحدة تلو الأخرى. منذ انقلابه في تموز/يوليو 2021، حيث أقال الحكومة وعلق عمل البرلمان، كشف قيس سعيّد عن كل إنجازات الثورة: التدخل في العدالة، والاعتقالات التعسفية، والقمع الوحشي، وما إلى ذلك.

بشكل غير مفاجئ، قدم رئيس الدولة المنتهية ولايته يوم الإثنين 5 آب/أغسطس رسميا ترشحه للانتخابات الرئاسية المقررة في السادس من تشرين الأول/ أكتوبر، وأمام الصحفيين في تونس، برر قراره برغبته في مواصلة “حرب التحرير وتقرير المصير” وإقامة “جمهورية جديدة”. ليس هناك شك في انتصار قيس سعيّد، حيث يتم قمع المعارضة وتكميم أفواهها.

مصير معظم منافسيه المحتملين السجن أو المحاكمة، بما في ذلك زعيم حزب النهضة الإسلامي المحافظ راشد الغنوشي، ورئيسة الحزب الدستوري الحر عبير موسي. ويأسف الآخرون لصعوبة تقديم ترشحاتهم بسبب معايير القبول الصارمة للغاية. وهو وضع يترك المجال مفتوحا أمام الرئيس المنتهية ولايته، المتهم بالانجراف الاستبدادي من قبل منتقديه.

“لا مزايا ولا عيوب كبيرة”
ولد الرئيس الخامس لتونس عام 1958 في بني خيار، وهي مدينة ساحلية، لأب موظف حكومي وأم ربة منزل. نشأ في رادس، إحدى ضواحي تونس العاصمة، وأكمل دراسته في التعليم العمومي. درس القانون متخصصا في القانون الدستوري، درّس خاصة بجامعة سوسة وكلية العلوم القانونية والسياسية والاجتماعية بتونس ما بين 1999 و2018.

في مقابلة أجرتها معه صحيفة ليبراسيون قبل ثلاث سنوات، وصفت طالبة سابقة قيس سعيّد بأنه مدرس ذو مظهر جاد لكنه محبوب من قبل طلابه: “كان هناك مجموعة من الأساتذة المقربين من السلطة لكنه لم يكن جزءا من أي مجموعة وكان يفخر بذلك من المستحيل معرفة إن كان من اليسار أو من اليمين إنه حقا لغز سياسي”.

وتعود أولى التزاماته السياسية إلى عام 2011. في ذلك الوقت، شارك قيس سعيّد في الثورة التونسية التي أدت إلى سقوط الرئيس السابق زين العابدين بن علي. يتذكر البعض هذا الأستاذ أثناء ظهوره على قنوات التلفزيون، وهو يحلل، بلغة عربية أدبية صارمة، النقاط القانونية المتعلقة بالدستور الجديد. لقد كان في ذلك الوقت غير معروف تقريبا لعامة الناس، وقد ترشح للرئاسة بعد خمس سنوات. مرشح التغيير والانفصال، الذي يريد بناء ديمقراطية “من القاعدة إلى القمة”.

تحلل الخبيرة السياسية خديجة محسن فينان أنه “في ذلك الوقت، أفلت من الرادار لأنه لم يتبع المسار المعتاد، ليس لديه حزب ولا قوات ولا أفكار معلنة. لم يكن إسلاميا ولا معاديا للإسلاميين. ليس لديه صفات عظيمة أو عيوب كبيرة. لكنه يضع إصبعه على المواضيع التي ينتظر الشعب من القادة التصدي لها وهي مكافحة الفساد وسوء الحوكمة”.

لاقت الخطابات الشعبوية للسياسي الذي يقدم نفسه على أنه غير مسيّس، صدى خاصةً بين صفوف الشباب (37 بالمئة من الفئة العمرية 18-25 عاما، وخاصة الخريجين العاطلين عن العمل، صوتوا له)، الذين أصيبوا بخيبة أمل بسبب الثورة غير المكتملة. ويقول حاتم النفطي، مؤلف كتاب تونس: نحو الشعبوية الاستبدادية، وعضو المرصد التونسي للشعبوية إن “خطابه له صدى خاص في المناطق المهمشة والمنسية، لأنه يصف الواقع.. لقد أدت الثورة التونسية إلى تقدم على المستوى المؤسسي، لكن التفاوتات الإقليمية لا تزال صارخة”.

من جانب آخر، تثير مواقفه المحافظة بشأن القضايا الاجتماعية (يريد إعادة عقوبة الإعدام، ويعارض المثلية الجنسية والمساواة في الميراث بين المرأة والرجل) قلق جزء من السكان، لكنها لا تمنعه من مواصلة الصعود. وفي تشرين الأول/أكتوبر 2019، تم انتخاب قيس سعيّد رئيسًا للجمهورية بشكل مفاجئ، بعد تغلّبه على رجل الأعمال المثير للجدل نبيل القروي في الجولة الثانية.

#تونس
#قيس_سعيد
#انتخابات_تونس_2024
#الانتخابات_الرئاسية_2024


#جاء #في #مقال #لصحيفة #ليباراسيونيوم #الإثنين #الموافق #للخامس #من #آبأغسطس #قدم #رئ..

Related Articles

Leave a Reply

Your email address will not be published. Required fields are marked *

Back to top button