….. بينما كانت السماء تمطر بغزارة في الخارج وكنت انا جالس اتابع اخر الاخبار على صفحتي سمعت خربشة على الباب واصوات مواء فنهضت متثاقلا بإتجاه الباب حتى اتحقق من مصدر الصوت
ولما فتحت باب المنزل وجدت قط اسود جميل يقف عند العتبة وهو ينظر لي بعيون قرمزية براقة والغريب انه لم يكن مبلل من المطر فلعله قد دخل من سور الفناء الخارجي وتسلل الى هنا كانه لونه اسود عامق ذو فروة ناعمة ويبدو انه قد اقفل عامه الاول فشكله جميل ويوحي بالطف ونظراته كانت هادئة وجميلة فستشعرني منظره بالرقة
مددت يدي حتى حمله فلم يتحرك وكان مثبت عيناه إتجاهي ويصيح في مواء وكأنه يخبرني انه جائع ادخلته الى منزل وأعطيت بعض الأكل
اصبح ذلك القط صديقي ولا يفارق المنزل وحتى حينما اذهب الى فراشي كان يصعد معي وينام بجانبي وهو يلف جسده حوله في شكل دائري
احسست انه قد شعر معي بالامان والثقة وكان يراقب تحركاتي اينما ذهبت واذا صادفني وانا خارج من المنزل يجلس على عتبة الباب ويظل يراقبني
أطلقت عليه اسم تومي واشتريت له سلسلة بشكل قلادة وتحمل مصباح صغير يتدلى منها اسفل عنقه وكنت حين اناديه بأسمه يأتي الى عندي وهو يصيح في مواء وكانه يعرف ان هذا الإسم يخصه فيلبي النداء بعدما يسمعه
وكنت لا أعود للبيت الا ومعي طعامه الخاص فقد كنت احرص على الإعتناء به رغم انني لم أربي في حياتي قط ولكنني احست ان تومي قط مختلف هناك شيء ما يجذبني اليه
إنتهى فصل الشتاء وحصل فصل الرييع فوجدت ملامح وسلوك تومي بدأت تتغير فكان يخرج كثيرا الى فناء البيت ويراقب قطط الجيران وهو يحرك ذيله يمينا وشمالا في تلهف فعلمت ان هذه الفترة هي موسم التزاوج عند القطط
فإحتمال ان يذهب تومي مع قطة ولن يعود الى هنا طوال تلك الفترة التزاوج وربما لن يرجع الى منزل ثانية فلم أستطع ان أتصور ذلك وخاصة انني لن أظل طوال اليوم اراقبه فقد اغفل عنه وأجده قد إختفى
ذهبت الى جاري مروان لانه اكثر خبرة في هذه الأمور فنصحني بأن احقن قطي بحقنة هرمون منع تزواج فهي تكبح جماح رغبة عند القطط ولا تجعله يفكر في تزاوج وبذلك اضمن بقاء تومي الى جانبي
وفعلا ذهبت الى طبيب البطري في اليوم التالي واشتريت الحقنة بعدما علمني كيف احقنها للقط .
دخلت الى المنزل فوجدت تومي جالس بالقرب من الباب وما ان رأني حتى نهض من مكانه وراح منتظرا مني ان أنديه
فدخلت الى المطبخ ولبست أكفاف طبية في يدي أخرجت الحقنة وسحبت بها الهرمون الموجود في قارورة صغيرة وتوجهت الى تومي الذي كان جالس عند الباب يراقبني من بعيد ومنتظر مني نداه
وما ان ذكرت إسمه حتى جاء عندي مسرعا وهي يمو في سعادة منتظر مني ان أقدم اليه طعامه فأمسكته ووضعته على الارض وبعدها امسكت أرجله الخلفية ويداه وادخلت الابرة في جسده فأحس تومي بالألم فبدا ينتفض ويصرخ بين يدي من وجع وكاني كان يتوسلني ان اتركه و الا أفعل ذلك حتى أنتهى كمال الهرمون الذي في حقنة وسحبتها منه
فنهض بسرعة وذهب راكض الى زاوية الصالة وبقي واقف ينظر الي بنظرة حزن وخيبة وكأنه أحس ان هناك شيء غدر به وطعنه في قلبه دخلت الى مطبخ ونزعت اكفافي وغسلت يدي جيدا ومسحت ثيابي من بقايا شعر تومي الذي إلتصق بي وأخذت له طعامه وذهبت اليه حاملا اياه
وبينما انا متجها اليه وجدت تومي ملقى على الارض وهو يصك من وجع والالم وجسده كله يرتحف وعيناه قرمزية كانت تنظر نحوي بنظرات الموت المغدور
الجزء_الثاني
#قصة_تومي القط الجزء_الثاني….. بينما انا متجها إلى تومي حتى وجدته ملقى على الارض وهو يصك من وجع والالم وجسده كله يرتحف وعيناه قرمزية كانت تنظر نحوي بنظرات الموت المغدوراسرعت اليه لارى ما به وبقيت اتحسس جسده فوجدت قلبه يخفق بسرعة ودائرة عيناه تتسع فوضعته على الارض وبقيت اراقبه في خوف ولا ادري ما أفعل له وكان هو لا يتواري عن النظري الي وكانه يقولي لي بعيناه لماذا يا غسان لماذا لقد منحتك ثقتي وغدرت بي وفجاءت توقف جسده عن الحركة و تجمدت من مكانه فإذا بدماء تخرج من فمه و أنفه وعيناه لا تزال جاحظة تنظر نحويفعلمت ان تومي قد مات فصرخت من حزني عليه وحملت أجري به الى طبيب بيطري وما ان جث نبضه حتى اكد لي صحة شكوكي باني قد قطي قد مات او عفوا باني قد قتلت قطي بيديرجعت به إلى منزل وحفرت حفرة بالقرب من احدى الأشجار ودفنته وبقيت واقف لمدة دقيقة القي عليه نظرة الوداعلا أنكر أني لم استطيع ان أنام ليلة من عذاب الضميرفكانت أصوات تومي وهو يحتضر وينظر نحوي بنظرة الأسى على خيانته والغدر به لا تفارقني الى ان وصل الصباح التالي فخرجت المنزل وانا ذاهب الى العمل فإذا
بجاري مروان يناديني من بعيد فتوقفت انتظره فسألني قأئلا :هل تركت قطك تومي ليلة البارحة في الخارج ونسيت ان تدخله الى المنزل ؟ انقبض قلبي في أسى فقلت له في حسرة : لا لم يكن قطي فتومي قد مات مساء البارحة إندهش جاري مروان من كلامي وقال : تومي مات ولكنني رأيته وهو يقف على سور فناء طوال الليل وكان ينظر بإتجاه منزلك أصابني كلام مروان بالفزع فلم اصدق ما أسمع فقلت له على الفور : لا لم يكن تومي فربما هو قط اخر يشبههفأجانبي مروان مؤكداً بقوله :اقسم لك انه تومي فانا اعرفته من خلال سلسلة المصباح التي تضعها له في رقبته .ارتعدت اوصالي من الخوف ولم اعد اصدق ما أسمع فهل يعقل ان يكون تومي لا يزال حي معقول ذلك يا ترى ؟عدت الى المنزل بسرعة وذهبت الى المكان الذي دفنت فيه في الفناء وبعدما حفرت قبره إنصدمت من ذاك المنظر الذي جعلني أرتجف من الرعب لم يكن قطي موجود في الحفرة التي دفنته فيها
الجزء_الثالث
قصة_تومي. من يخاف فليتجنب قرائتها
الجزء_الثالث
…… عدت الى المنزل بسرعة وذهبت الى مكان الذي دفنت فيه في الفناء وبعدما حفرت قبره إنصدمت من ذاك المنظر الذي جلعني ارتجف من الرعب لم يكن قطي موجود في الحفرة التي دفنته فيها وهو ماترك لي علامة من الذهول والحيرة فهل يكون تومي لا يزال حيا ياترى و كيف خرج وحده من هذه الحفرة حتى اثار أقدامه على الارض لم تكن موجودة والحفرة لا يظهر عليها اي نبش او تنقيب
فأين إختفت جثته ثم من ذلك القط الذي راه جاري مروان فوق سور الفناء وكان جالس هناك طوال الليل يراقب المنزل هل يعقل ان يكون ذلك القط هو تومي ؟
أكملت طريقي ذاهب إلى العمل وانا غير مصدق لما رأيت فقد اقسم لي جاري بأنه راى تومي بنفس شكله ونفس هيته وهو يرتدي سلسلة فوق عنقه ..فهل انا امام حلم أم ماذا ؟
اكملت طريقي ذاهب الى العمل وبوادر الحيرة مرسومة على ملامحي بسبب هذه القضية الغريبة لقد كنت اسمع ان للقطط سبع أروح واعلم ان ذلك مجرد إشاعة وحتى ان كانت كذلك فإن تومي مات أمامي وحينما اخذته الى الطبيب البيطري اكد لي هو الآخر موته ولكن اين جثته هل إنشقت الارض إبتلعتها
في المساء دخلت من الفناء وتوجهت مباشرة الى حفرة التي دفنت فيها تومي وكانت لا تزال كما هي عليه بقيت ألتفت يمينا وشمالا لعلي ألمحه في الجوار وكأنني غير مصدق بموته
دخلت الى المنزل وانا استرق السمع لربما أسمع صوته بحثت عنه في المطبخ و في السطح وبين دولاب الملابس فلم يكن اي شيء يوحي انه قد دخل الى هنا فربما لو كان تومي حيا فعلا فإنه لن يأتي الى هنا مرة اخرى بسبب ما فعلته به فأكتر منظر كان عالقا في ذهني هو نظراته نحوي وهو يموت وخاصة لما ظل مثبت عيناه بإتجاهي وكأنه كان يريد ان يجعل رؤيتي هي اخر شيء يودع به الحياة .
في الليل بعد العشاء إستلقيت على فراشي وامسكت هاتف وبقيت اتفحص اخبار على صفحات الفيس بوك حتى تسلل النعاس الى أجفاني ووضعت هاتفي بالقرب من طاولة فوق رأسي وغفوت وبعد حين من الزمن سمعت حركة غريبة تحت السرير أنرت إنارة هاتفي وانزلت برأسي الى الأسفل لارى من يكون مصدر الصوت فاذا بي اشاهد عيون حمراء جاحظة تشبه نظرة تومي عند آخر لحظة وكانت تحدق بي
نهضت مرعوب وذهبت بسرعة وأشعلت اامصباح وانا اتنهد من الخوف وكان قلبي يكاد يخرج من اضلاعي بسبب ذلك المنظر التفت على يمني فوجدت عصا المكنسة واقفة فحملتها وإقتربت رويدا رويدا من سرير وبعدها انزلت راسي حتى ارى من يكون ذلك الشبخ ذو العيون الحمراء فلم يكن هناك اي أحد
تجمدت في مكاني وبدأت اتعوذ من منظره وانا أتسال من كان ذلك الشيء الذي ظهر تحت السرير وإختفى فهل يعقل ان ما رأيته كان حقيقة ام هي وهم يخيل الي انه يحصل.
تمالكت نفسي وعدت الى فراشي وانا احتضن عصا المكنسة بين يدي واحاول ان اقنعي نفسي ان ما رأيته هو من إفراط التفكير في تومي حتى بات يتوهم لي انه معي الان في الغرفة أغلقت الاضواء وبقيت جامدا في مكاني اتحسس لكل صوت قد أسمعه
بعد مرور نصف ساعة سمعت الأواني في المطبخ تتساقط وكأن هناك شخص ما كان يعبث بها فإزدادت ضربات قلبي اكثر وفجأة
قصة_تومي
الجزء_الرابع من يخاف فليتجنب قرائتها
…… بعد مرور نصف ساعة سمعت الأواني في المطبخ تتساقط وكأن هناك شخص ما كان يعبث بها فإزدادت ضربات قلبي اكثر وفجأة اذا بخربشة على باب واصوات مواء كانت تصرخ بشدة وكأنها تطلب مني النجدة فإستجمعت نفسي ونهضت وانا مقبض على العصا
لما فتحت الباب الغرفة لم يكن هناك أي احد فيا إللهي ما هذا الذي يجري هل كل هذا وهم ام حقيقة وما إن اغلقت الباب وعدت الى فراشي وانا مندهش لما يجري حتى عاد صوت مواء قط ثانية وهو يصرخ بشدة اكثر هذه المرة وكان صوته مزعج اثار الضجر في نفسي
نهضت راكضا نحو الباب لارى ما يجري فلم يكن هناك أي شيء تقدمت الى مطبخ فوجدته يعج في فوضى والاواني متناثرة في كل مكان تراجعت الى الخلف وانا اتعوذ من الشيطان واحاول ان أسيطر على نفسي وسط مشاهد الرعب التي أعيشها دخلت الى غرفتي وانا التفت في كل إتجاه
وما إن إقتربت من فراشي حتى شاهدت شيء يتحرك تحت الغطاء فبدات يدي ترتعش وانا مقبض على العصا بعدما لمحت هذا الشيء الذي يتحرك بداخل فراشي فإقتربت منه بهدوء ورفعت الغطاء فقد كانت هناك رقعة دماء كبير متواجدة في منتصف فلم اتحمل هذا المنظر فأسرعت الى هاتفي حتى اتصل بجاري مروان ليأتي الى هنا ويشاهد ما يحصل معي
وبمجرد ما أن أمسكت هاتفي حتى إنقطع النور كله عن البيت وبقيت وحدي في الظلام اسرعت بسرعة اشعل ضوء الهاتف وبمجرد ما ان اشعلته ووجهته نحو الباب حتى أخرج اذا بي أجد جثة تومي ممدة أمامي بنفس المنظر وعيناه تنظر نحوي
سقطت مرعوبا وزحفت الى زاوية الغرفة غير مصدق وبقيت موجه النور نحو جثته وانا ارتعد من الخوف فبدا لي ان جسده كان يتنفس فنهضت بسرعة الى الخروج من المنزل لكن الباب كان مقفل ولم يشأ ان يفتح
صرخت بأعلى صوتي فلم يجبني أحد نظرت خلفي فوجدت جثة تومي قد إختفت من الغرفة وما ان التفت ثانية حتى افتح الباب اذا بي أجده واقف امامي وينظر نحوي في نظرة الرعب وعيناه تضيء بلون اخضر مشع
ركضت بسرعة لا أدري الى اين فوجدت نفسي قد دخلت الى الحمام فاقفلت الباب وانا اتصبب عرقا وارتجف من الرعب فهل كانت تلك لعنة من تومي تلاحقني لتنتقم له وهل كان تومي مجرد جني متمثل لي في ثوب قط ثم لماذا يفعل كل ذلك
فأنا لم اتعمد قتله وانما اردت ان اقتل رغبته في تزاوج حتى لا يذهب عني ويتكرني فهل تحولت تلك الرغبة الى لعنة تريد ان تنتقم مني لاني قتلتها فيبدوا ان تومي ليس هو من يريد الانتقام بل هي رغبته الطبيعية التي ماتت على يدي وتريد ان تنتقم لنفسها وتنتقم لموت صاحبها
وبينما انا شارد التفكير في الحمام ومغلق على نفسي بداخله اذا بي النور يعود نظرت في المرايا فاذا بي أشاهد ذلك المنظر الذي كاد يوقف قلبي من الرعب