شاهد الفيديو / خبير في المناخ يفسر وينبه: طقس استثنائي وظاهرة مناخية غريبة في تونس على غرار الجزائر و المغرب / Video Streaming
شهدت مناطق المغرب والجزائر مؤخراً أحوالاً جوية غير اعتيادية تمثلت في هطول أمطار غزيرة أدت إلى تشكل سيول جارفة في المناطق الصحراوية، مما أسفر عن وقوع ضـ ـحايا وخسائر مادية كبيرة.
تشير التقديرات إلى أن منطقة المغرب العربي تخضع في الفترة الأخيرة لتأثير أنظمة مناخية مدارية نادرة، والتي أصبحت أكثر شيوعاً في منطقة البحر المتوسط. ويُعزى تشكل السحب الاستوائية، بحسب الخبير في التغيرات المناخية حمدي حشّاد، إلى التفاعل بين نظام مداري دافئ قادم من شمال أفريقيا ونظام جوي بارد من شمال أوروبا، مما أسفر عن تشكيلات من السحب الركامية التي تسببت في هطول كميات هائلة من الأمطار.
وأوضح حشّاد أن هذه الظواهر الجوية، على الرغم من تأثيرها الكبير على المغرب والجزائر، لم تصل إلى نفس الدرجة من الخطورة في تونس، حيث شهدت البلاد أمطاراً غزيرة شملت معظم المناطق، مع تركيز أكبر على الوسط الغربي والشمال الغربي. وبيّن أن تلك السحب الركامية تمتد حالياً على مسافة 3500 كيلومتر، من بحر البلطيق شمالاً وصولاً إلى سيدي بوزيد جنوباً.
وأضاف أن السحب الركامية تتشكل نتيجة الارتفاع الكبير في درجات الحرارة وزيادة نسب البخار المائي في الغلاف الجوي. هذه الأمطار تأتي في وقت حرج، حيث تعاني تونس من نقص كبير في مخزون المياه، مما يجعل هذه التساقطات فرصة لتعزيز الموارد المائية وتغذية المخزون الجوفي.
ويشير العلماء إلى أن ظاهرة الفيضانات أصبحت أكثر تواتراً وشدة نتيجة الاحترار العالمي. ويؤكد تقرير صادر عن الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أن تغير المناخ أثر بشكل ملحوظ على المتغيرات المرتبطة بالمياه، مثل كميات الأمطار وشدة الرياح، ما يسهم في زيادة حدوث الفيضانات بشكل متكرر.
ويتسبب ارتفاع درجات الحرارة في زيادة نسبة الرطوبة في الجو، مما يزيد من فرص تساقط الأمطار. إلا أن هذه الأمطار تواجه جفافاً في التربة، ما يقلل من قدرتها على امتصاص المياه ويؤدي إلى امتداد السيول لمسافات أطول.